الحلقة الـ 21 من كتاب « كيف نعلم أبناءنا تحمل المسؤولية » للكاتبة الكبيرة : « سلوى المؤيد » تحت عنوان : كيف يساعد النموذج الذى يتبعه الطفل في حل مشاكله بنفسه ؟
.
. .........................................................................
ذكرت من قبل أن هناك أربع طرق تكمل الواحدة منها الأخرى لمساعدة أبنائنا على حل مشاكلهم بإنفسهم ..في هذه الحلقة سأتناول الطريقة الثانية المكملة للطريقة الأولى ..وهي تمرين الطفل على تفادي مشاكله أو حلها لو وقعت باتباعه لنموذج أمامه .
تساعد هذه التمارين العملية على تأسيس شخصية الطفل لذلك فمن الأفضل أن نبدأ في تطبيقها على الأطفال الصغار بداية من سن الثانية إلى سن السابعة .
الخطوة العملية تشتمل على رسالة واضحة حول ما نتوقعه من أولادنا أن يقوموا به ليتفاد وا وقوع الخطأ . . أو بمعنى آخر ماذا نتوقع منهم لإصلاح ما ارتكبوه من خطأ ..وفي جميع الحالات فإن الآباء يريدون تعليم أبنائهم مهارة حل مشاكلهم بإنفسهم .
إذا لم يرتكب الطفل السلوك السلبي ونريد أن نعلمه كيف يتفاداه فإن علينا اتباع الطرق الآتية :
١ــ نضع له النموذج الذي نريد الطفل أن يتبعه حتى يتفادى الوقوع في الخطأ .
٢ــ تشجيع الطفل على أن يجرب مرة أخرى مستخدماً الأسلوب الذي عليه أن يتبعه لكي يصحح فعله السلبي لو حدث
٣ــ تشجيع جهود الطفل وتطوره
ولنأت بمثال من واقع الحياة لندرك كيفية استخدام هذا الأسلوب
محمد في الثالثة من عمره كان يرغب في مساعدة والده في تقديم الطعام لكلب البيت .. وضع الأب الطعام في الماعون وأخذ يحركه .. فعل ابنه مثله.. ثم حمل الأب الصحن إلى فناء البيت الخارجي وكان وزنه ثقيلاً إلى حد ما ..لكنه لم يمنع إبنه من حمله عندما أراد ..وطلب منه أن يأخذ حذره .
ورغم حذر محمد وإمساكه للصحن بقوة لكنه بعد خطوتين سقط على أرض المطبخ ..وامتلأ ت عيناه بالدموع .. خوفاً من والده
لكن والده بدل أن يغضب عليه ويلومه ..شجعه قائلاً .
" لقد أوشكت أن تصل "
واشتركا معاً في مسح أرضية المطبخ .. ووضع طعام الكلب مرة أخرى في الوعاء وقال لإبنه .
" انظر كيف أمسك الوعاء وافعل مثلي .. أضع يدي في أسفل الوعاء .. وبذلك لن يتزحلق من يدي "
و قلد محمدوالده فيما فعل كنموذج له ونجح .
قال له والده " حسناً فعلت ..أنت قادر الآن أن تقوم بهذا العمل وحدك الآن "
لو غضب والده وأنبه لما استفاد إبنه ..وإنما سيقلل ذلك التأنيب ثقته في نفسه ..لكننانستطيع كآباء أن نستخدم أسلوب النموذ ج لتصحيح السلوك السلبي في وضع الحدود للأبناء .
(٢)
ولكي تتضح الصورة للآباء أكثر ليتمكنوا من معرفة كيفية استخدام هذا الأسلوب..سأضرب مثال من الحياة .
علي في الرابعة من عمره ..دفع صديقه لإنه كان في طريقه ..تدخل والده قائلاً
" علي علينا أن لا ندفع الشخص الذي في طريقنا ..علينا أن نقول له"لوسمحت " أو نطلب منه أن يتحرك بإن نقول له " تحرك من فضلك"( ومثل الأب الطريقتين أمام إبنه ثم طلب منه أن يقلده فيما فعل )
سار علي إلى صديقه وقال له " تحرك من فضلك "
وتحرك الصديق ليدع علي يمر ..وشكر الأب إبنه لحسن تصرفه
محمود طفل في السابعة من عمره ..يتمنى أن يحتضنه والده ..لكنه غير قادر على أن يعبر عن هذه الرغبة ..فكان يتسلل لوالده ويضربه على ظهره أو ينغزه في خاصرته ليجذب اهتمامه ..تضايق والده من طريقة إبنه وأراد أن يعلمه كيف يعبر عن رغبته بطريقة صحيحة فقال له
" محمود ..ليس من اللائق أن تتسلل هكذا تضربني أو تنغزني ..إذا كنت تريدني أن أحضنك عبر عن شعورك لي بإن تقول " أبي أريد ك أن تحضنني وسيسعدني أن أحضنك "..والآن جرب ما قلته لك ..وسأريك أنك ستنجح فيما تريد "
قال محمود لوالده بخجل لإنه لم يتعود بعد " أبي أريد أن أحضنك "
واحتضنه والده بحنان وحب قائلاً "افعل هكذا في كل مرة تريد فيها أن أحضنك ..وسيسعدني أن أفعل ذلك "
وتعلم محمود من والده كنموذج له أن يفعل ما يعبر به عن رغبته بالإحتضان وفعل والده ما وعد به إبنه
http://Www.salwaalmoayyed.com.bh